٠٢‏/٠٦‏/٢٠٠٨

نص خطاب بوش فى الكنيست
بمناسبه مرور ستون عاما على انشاء دوله اسرائيل


السيد الرئيس بيريس، السيد رئيس الوزراء، السيدة المتحدثة شكرا على استضافتكم لهذه الجلسة الخاصة.. السيد الرئيس بينيش، زعيم المعارضة نتانياهو، الوزراء، السادة اعضاء الكنيسيت، الحضور الكريم: شالوم. لورا (مراته) وانا في قمة سعادتنا أن عدنا مجددا إلى اسرائيل لقد تأثرنا بعمق باحتفالات اليومين السابقين، وهذا المساء، اتشرف بان اقف امام واحدا من اعظم المجالس الديمقراطية وابلغ خالص امنيات الشعب الامريكي عبر هذه الكلمات: (كلام عبري وبعدين تصفيق)

انها فرصة نادرة لرئيس امريكي ان يتحدث في الكينيست ..(ضحكات)... بالرغم من ان رئيس الوزراء قد اخبرني بان هناك شيء اكثر ندرة في الحدوث من ذلك الا وهو تحدث شخص واحد في المجلس. (ضحكات) حزني الوحيد هو لغياب احد اعظم قادة اسرائيل وعدم تمكنه من مشاركتنا تلك اللحظة، محارب العصر، رجل السلام والصديق، كل صلوات الامريكيين مع ارئيل شارون..تصفيق..

نجتمع لحضور مناسبة بالغة الاهمية منذ 60 عاما في تل ابيب، ديفيد بن جوريون اعلن استقلال اسرائيل، وتأسيسها على "الحق الطبيعي للشعب اليهودي لتقرير مصيرهم" وما تبع ذلك كان اكثر من مجرد تأسيس بلد جديد. انه كان الفداء لتحقيق الوعد القديم الممنوح لابراهيم وموسى وداوود – وطن لشعب الله المختار بني اسرائيل.

بعد ذلك باحدى عشرة دقيقة، وبامر من الرئيس هاري ترومان، تفخر الولايات المتحدة بانها اول دولة تعترف باستقلال اسرائيل. وفي هذه المناسبة المتميزة تفخر امريكا بان تكون الحليف الاقرب والصديق الافضل لاسرائيل في العالم

التحالف بين حكوماتنا لا يمكن كسره، بينما صداقتنا هي اعمق من بنود اية اتفاقية. انها مؤسسة في الروح المشتركة لشعبينا ..انها رابطة الكتاب المقدس، رابطة الروح. عندما نزل ويليام بلاد فورد من سفينة ماي فلاور في عام 1620 ردد مقتطفا من سفر ارميا: هيا لنعلن ان صهيون هي كلمة الله.. (ماي فلاور سفينة كانت بتنقل الانفصاليين البروتستانت من انجلترا الى امريكا كنوع من العقوبة).. إن مؤسسي بلادي رأوا أرض ميعاد اخرى ومنحوا بعضا من مدنهم اسماء مثل بيت لحم وكنعان الجديدة. ومع الوقت اصبح كثير من الامريكيين دعاة متحمسون لدولة يهودية.

قرنا من المعاناة والتضحيات مرت قبل تحقيق الحلم، لقد تحمل الشعب اليهودي الام المذابح المدبرة، ومأساة الحرب الكبرى، وفزع محارق النازي، والذي سماها إلي ويسل: مملكة الليل، رجال بلا أرواح ..رجال بلا ارواح سلبوا الحياة لاناس وشردوا اسرهم، الا انهم لم يتمكنوا من سلب الشعب اليهودي روحه، ولم يستطيعوا ان يحطموا وعد الله. حين وصل خبر تحرر اسرائيل اخيرا، جولدا ماير، امرأة شجاعة نشأت في ويسكونسين، لم تتمالك دموعها، قالت بعد ذلك: انتظرنا ميلادنا لالفي عام، والان هاقد حدث، انه رائع وعظيم حتى انه يرتفع فوق الكلمات البشرية

لكن اندلاع المعركة قلل من فرحة النصر صراع دام لستة احقاب. الا انه بالرغم من العنف، وفي تحد للتهديدات، بنت اسرائيل ديمقراطية مزدهرة في قلب الارض المقدسة، لقد رحبتم بالمهاجرين من الاربع جهات للارض في بلدنا... لقد كونتم مجتمع حر وحديث مبنى على الحب والحرية، لقد عملتم بكد من اجل السلام، وحاربتم بشراسة من اجل الحرية. (

ان اعجاب بلادي باسرائيل لا ينتهي هنا، عندما تنظر امريكا الى اسرائيل نرى زعيما روحيا صنع معجزة زراعية وهو الان يقود ثورة تكنلوجية ..نرى جامعات عالمية رفيعة المستوى، وقيادة عالمية في الاعمال والابداع والفنون. نرى موردا اكثر قيمة من البترول والذهب: الموهبة والاصرار لشعب حر يرفض ان يسمح لاي عقبة ان تقف في طريقهم.

لقد كنت محظوظا ان ارى شخصية اسرائيل عن قرب. لقد لمست الحائط الشرقي، ورايت الشمس تنعكس على بحر الجليل، صليت في ياد فاشيم، واليوم زرت مسادا.. لحظة ملهمة للشجاعة والتضحية ..في هذا المشهد التاريخي، حلف الجنود الاسرائيليون على قسم: ماسادا لن تسقط مرة اخرى. ايها المواطنون الاسرائيليون: ماسادا لن تسقط مرة اخرى،

هذا الاحتفال هو وقت التفكر في الماضي .. وهي فرصة للنظر الى المستقبل. ومع المضي قدما، فان تحالفنا سيكون منقادا لمبادئ واضحةادانة مشتركة متجذرة في الوضوح الاخلاقي وغير متأثر باستطلاعات الرأي والاراء المتغيرة للنخبة الدولية -

نحن نؤمن بقيمة كل رجل، امرأة، وطفل ..ولذلك نصر على ان ينعم شعب اسرائيل بحياة محترمة وطبيعية وسلمية. تماما مثل مواطني اي دولة اخرى (تصفيق)

نؤمن ان الديمقراطية هي الوسيلة الوحيدة لتأمين حقوق الانسان. لذلك فاننا نرى انه من المخزي ان تمرر الامم المتحدة قرارات روتينية بخصوص حقوق الانسان لادانة الدولة الاكثر حرية وديمقراطية في الشرق الاوسط اكثر من اي دولة اخرى في العالم (تصفيق)


نؤمن بالحرية الدينية كعنصر اصيل في المجتمع المدني. لذلك ندين معاداة السامية في كل اشكالها – سواء من خلال هؤلاء الذين يشككون في حق اسرائيل في الوجود، او اولئك الذين يجدون لهم اعذارا (

نؤمن ان الاحرار يجب ان يناضلوا ويضحوا لتحقيق السلام. لذلك نحيي الخيارات الشجاعة للقادة الاسرائيليين. ونؤمن بحق الامم في الدفاع عن نفسها والا يتم اجبار اي امة للتفاوض مع القتلة المتعهدين بتدميرها

نؤمن بان استهداف الارواح البريئة لتحقيق اهداف سياسية خطأ في اي وقت واي مكان ..لذلك نقف سويا ضد الارهاب والتطرف لن نتخلى عن حرسنا او نفقد عزمنا (تصفيق).

محاربة الارهاب والتطرف هو التحدي الرئيسي في عصرنا. انه اكثر من قتال بالاسلحة، انه صراع رؤى، صراع ايديولوجي كبير ..على جانب هناك من يدافعون عن مثاليات العدالة والكرامة بقوة العقل والحقيقة..وعلى الجانب الاخر هناك من يسعون خلف رؤية ضيقة للقسوة والسيطرة عبر ممارسة القتل ونشر الخوف والاكاذيب

تم شن هذا الصراع من خلال تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين، لكن جوهر الصراع قديم قدم الصراع بين الخير والشر.. يلبس القاتل عباءة الاسلام، لكنهم غير متدينين.. لا احد يصلي الى رب ابراهيم يستطيع لف حزام انتحاري حول طفل بريء ليفجر ضيوفا ابرياء في عيد الفصح. او يرسل طائرات لتهاجم مبنى مليء بالعمال الابرياء.. الحقيقة ان من يرتكبون هذه الاعمال الوحشية لا يخدمون سوى اطماعهم الشخصية

في السلطة. لا يؤمنون برب سواهم. ويحملون كراهية خاصة للمدافعين المتحمسين عن الحرية بما فيهم الامريكيين والاسرائيليين.

لذلك فان المؤسسين لحماس يدعون لمحو اسرائيل. ولذلك فاتباع حزب الله يهتفون: الموت لاسرائيل، الموت لامريكا. ولذلك فاسامة بن لادن يعلم ان قتل اليهود والامريكيين هو احد اهم الواجبات. ولذلك رئيس ايران يحلم بعودة الشرق الاوسط للعصور الوسطى ويدعو الى محو اسرائيل من الخريطة

هناك اناس طيبون ومحترمون لا يستطيعون تصور الظلام في هؤلاء الرجال ويحاولون ان يفسروا كلماتهم. طبيعي، لكنه خطأ قاتل. وكشهود على الشر في الماضي، نحمل المسئولية لاخذ كلماتهم مأخذ الجد. اليهود والامريكيون شاهدوا تبعات تجاهل كلمات زعماء تبنوا الكراهية، وهو خطأ يجب للعالم الا يكرره في القرن الواحد والعشرين

يرى البعض اننا يجب ان نتفاوض مع الارهابيين والمتطرفين. بينما بمنطق بسيط يمكن اقناعهم ان ذلك كان ومايزال خطأ. لقد سمعنا تلك الاوهام الحمقاء من قبل. حيث كانت دبابات النازي تعبر بولندا في عام 1939، اعلن سيناتور امريكي: يا الهي، لواستطيع ان اتحدث مع هتلر، لامكن تجنب كل ذلك. يجب علينا ان نسمي الاشياء باسمائها: الراحة المزيفة للمهادنة، والتي ثبت اكثر من مرة عدم مصداقيتها عبر التاريخ

البعض يقول بانه لو قطعت الولايات المتحدة العلاقات مع اسرائيل، فان كل مشاكلنا في الشرق الاوسط ستحل، انه منطق مرهق يروج لاعداء السلام، وامريكا ترفض ذلك تماما. تعداد اسرائيل قد يكون سبعة ملايين، لكن حين نواجه الارهاب والشر فانكم 307 مليون قوي، لان الولايات المتحدة الامريكية تقف معكم (تصفيق على فكرة الكنيسيت كله وقف وهو بيصقف)

امريكا تقف معكم لكسر شبكات الارهاب وملاذهم. امريكا تقف معكم بحسم لمواجهة طموح ايران النووي. ان السماح لاكبر قوة داعمة للارهاب بامتلاك السلاح الاكثر قتلا سيكون خيانة لا يمكن التسامح معها من للاجيال القادمة. من اجل السلام، يجب على العالم الا يسمح لايران بامتلاك السلاح النووي (تصفيق)

وفي النهاية، للانتصار في هذا الصراع، يجب ان نقدم بديلا للايديولوجية المتطرفة من خلال نشر رؤيتنا للعدالة والتسامح والحرية والامل ..هذه القيم تثبت صحتها لجميع الناس، لكل الاديان، في كل العالم لانها منحة من الله سبحانه وتعالى. حماية هذه الحقوق هي الطريق الاكيد لحماية السلام، الزعماء المسئولون امام شعوبهم لن يستمروا في مواجهة دامية لا تنتهي. الشباب الذين يمتلكون مكانة في مجتمعاتهم ويعرفون مستقبلهم لا يمكن ان يبحثوا عن التطرف. المجتمعات هي مكان حيث يستطيع المواطنون التعبير عما في ضميرهم وعبادة الههم وتلك المجتمعات لن تصدر العنف، سيكونون شركاء في السلام

الرؤية الاساسية التي تقول بان الحرية تذعن للسلام هو الدرس الاعظم في القرن العشرين. وعلينا تطبيقه في القرن الواحد والعشرين. هذا العمل ملح في الشرق الاوسط اكثر من اي مكان اخر. يجب ان نعمل مع الاصلاحيين الذين يحاولون التخلص من الطغيان والياس.. .. يجب ان نمنح الامل للملايين من البشر العاديين الذين يحلمون بحياة افضل ومجتمع حر .. يجب ان نواجه النسبية الاخلاقية التي ترى كل اشكال الحكومة كمقبول بشكل متساو ومن ثم تخضع المجتمع كله للرق. وفوق ذلك، يجب ان يكون لدينا ايمان بقيمنا وانفسنا وبثقة نسعى لنشر الحرية كطريق لمستقبل السلام.

سيكون هذا المستقبل هو رحيل الشرق الاوسط الحالي بشكل دراماتيكي، حين نقف بعد ستين سنة من تأسيس اسرائيل فلنحاول ان نرى المنطقة بعد ستين سنة من الان، هذه الرؤية لن تتحقق بسهولة او بين يوم وليلة، ستحتاج الى مقاومة عنيفة ولكن اذا تمكنا نحن والرؤساء ورجال الكنيسيت المستقبليين ان نحتفظ بعزمنا والايمان بمثالياتنا فهاهو الشرق الاوسط الذي نستطيع ان نراه:

ستكون اسرائيل محتفلة بذكرى تأسيسها المائة والعشرين كواحدة من اعظم الديمقراطيات، كارض امنة ومزدهرة للشعب اليهودي. الفلسطينيون سيكون لديهم بلدهم التي حلموا بها واستحقوها ..وستكون دولة ديمقراطية محكومة بالقانون وتحترم حقوق الانسان وتدين الارهاب. من القاهرة الى الرياض لبغداد وبيروت، الناس سيعيشون في مجتمعات حرة مستقلة. حيث الرغبة في السلام تقوى بالروابط الديبلوماسية والسياحة والناس احرار ليتحدثوا عما يدور في خلدهم ويطوروا مواهبهم التي منحهم الله اياها. القاعدة وحزب الله وحماس سيتم هزيمتهم والمسلمون في المنطقة سيقرون بفراغ الارهابيين وعدم عدالة قضيتهم.

بشكل عام، الشرق الاوسط سيتميز بمرحلة من التسامح والتكامل. وهذا لا يعني ان اسرائيل وجيرانها سيكونون الاصدقاء الاقرب، ولكن حين يهتم الزعماء بشعوبهم سيكون تركيزهم على طاقاتهم في المدارس والمهن ولن يركزا على الهجوم الصاروخي والهجمات الانتحارية. مع هذا التغيير، ستفتح اسرائيل فصل جديد من الامل حيث يستطيع ان يحيا شعبها حياة طبيعية. ويتحقق حلم هيرتزل ومؤسسو 1948

هذه رؤية جريئة، وسيقول البعض انها لن تتحقق ..ولكن فكروا عما شهدناه في عصرنا. حيث كانت تدمر اوروبا نفسها بالحرب والمذابح كان من الصعب رؤية قارة تنعم بالحرية والسلام بعد ستة عقود. حين كان الطيارين اليابانيين يطيرون في مهمات انتحارية ضد المقاتلات الامريكية، كان يبدو من المستحيل ان تكون اليابان دولة ديمقراطية وصمام امان في اسيا بعد ستة عقود، واحدى اقرب اصدقاء امريكا. وحين جاء اللاجئون هنا في الصحراء وهم خالون الوفاض، محاطون بالعداء والسلاح، كان تقريبا من غير المتخيل ان اسرائيل ستكبر وتصبح واحدة من اكثر الامم حرية ونجاحا على الارض

ومع ذلك فكل هذه التحولات حدثت، والتحولات المستقبلية ممكنة في الشرق الاوسط، طالما ان جيلا جديدا من القادة لديهم الشجاعة لهزيمة اعداء الحرية ولاختيار الاختيار الاصعب من اجل اهمية السلام وهم يقفون بحسم على صخرة صلبة من القيم العالمية

ستون عاما مضت على ليلة استقلال اسرائيل، واخر جندي انجليزي يرحل من القدس وقف امام مبنى في المربع اليهودي في المدينة القديمة. طرق ضابط الباب وقابل سينور رابي، قدم الضابط اليه قطعة حديد صغيرة – مفاتيح باب صهيون –وقال انها المرة الاولى منذ 18 قرنا يمتلك اليهود مفاتيح اورشليم. يداه ارتعشتا، وقدم الرابي صلوت لشكر الله. "الذي منحنا الحياة وسمح لنا بحضور ذلك اليوم" ثم عاد الى الضابط ونطق الكلمة التي طالما انتظرها اليهود: انا اقبل هذه المفاتيح باسم شعبي

على مدى الستة العقود الماضية، اسس اليهود دولة يفخر بها الرابي المتواضع.

لقد اسست مجتمع حديث في ارض الميعاد .. هي نور للامم التي تحفظ عهد ابراهيم واسحاق ويعقوب

وبنيتم قوة ديمقراطية ستستمر للابد ودائما ما تستطيع ان تعتمد على الولايات المتحدة انها بجانبها

حفظكم الله